السبت، 2 مارس 2013
1:00 م

الأدعية التي تقي من الإصابة بالعين أو الحسد !!


*السؤال
السلام عليكم
أنا طالب جيد في دراستي نوعا ما والحمد لله؛ لذلك أشعر بنظرات الحسد توجه إلي، فهل هناك من أدعية أو آيات تبعد عن العين والحسد أرجو إعطائي الجواب الشافي.

والجواب الشافي (لغةً): هو الجواب الذي يخمد إلحاح سؤال السائل.

أما (تعبيراً): فهو الجواب المباشر.

ولقد طلبت هذا الجواب لأني أريد الإجابة المباشرة عن تساؤلي دون إحالتي إلى الفتوى رقم كذا، والسؤال رقم كذا.

عذرا ولكني عانيت من ذلك كثيراً؛ لأنه عندما يتم إحالتي إلى فتوى أو سؤال مشابه لسؤالي فإني أحصل في أغلب الأحيان على إجابة عن جزء يسير جداً من السؤال لتذروا الرياح الجزء الأكبر من السؤال.

عذراً! وجزاكم الله عنا خيراً.
*الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ arm حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا السؤال الكريم الذي قد تفضلت به هو سؤال جيد وقوي، بل هو سؤال يدل على حسن رعاية الله إياك بفضله وكرمه، وذلك لأن تفطنك لمثل هذا السبب الخفي لا يكون إلا بمزيد رعاية الله وحفظه، لا سيما وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم التحذير من العين والحسن في أحاديث كثيرة جداً متواترة عنه صلوات الله وسلامه عليه.

فثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (العين حق) متفق على صحته، وثبت عنه صلوات الله وسلامه أنه قال: (العين حق تستنزل الحالق) أخرجه الإمام أحمد في المسند، ومعنى الحديث أن العين حق ولها تأثير، فبين صلوات الله وسلامه عليه شدة تأثيرها بقوله (تستنزل الحالق) والحالق هو الجبل أي أنها تؤثر في الجبل وتضره فتهده لشدة تأثيرها وبلائها.

وأما عن أسباب توقي الحسد قبل وقوعه، فذلك يكون بأسباب:

فأولها وأعظمها وأنفعها التوكل على الله تعالى وحسن التوجه إليه ودعائه، والاستنصار به، وتفويض الأمور إليه، كما قال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون) وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله) أخرجه الترمذي في سننه.

والسبب الثاني: استعمال الرقى الشرعية والأدعية النبوية، فإن القرآن شفاء من كل داء، قال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) فقوله (شفاء) يتناول شفاء الصدور والأبدان معاً.

فمن السور التي تدفع هذا الشر سورتا الفلق والناس، وهما أنفع سورتين في هذا الشأن، ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ما تُعوّذ بمثلهما) أي أنهما أنفع دواء للتعوذ والرقية من كل بلاء، ولذلك جاء في سورة الفلق (ومن شر حاسد إذا حسد).

ومن السور أيضاً والآيات: الفاتحة والإخلاص وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة (آمن الرسول ...الخ السورة) فيستحب قراءة هذه السور في كل وقت ممكن، ويتوكد استحباب قراءة الإخلاص والفلق والناس في أذكار الصباح والمساء وعقب الصلوات المفروضة ثلاثاً ثلاثاً عقب الفجر والمغرب، ومرةً مرة عقب سائر الصلوات.

ومن الأذكار أيضاً المحافظة على الدعاء الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) صباحاً ومساءً، ومن الأذكار أيضاً: (أعوذ بكلمات التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عينٍ لامة) وهذه الرقية كان صلوات الله وسلامه عليه يرقي بها الحسن والحسين، والحديث ثابت عنه صلوات الله وسلامه عليه.

ومن ذلك: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء) ثلاث مرات في الصباح والمساء.

ومن الأسباب العظيمة جداً المحافظة على طاعة الله تعالى في كل وقت وفي كل حال، كما قال صلى الله عليه وسلم : (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك) أخرجه الترمذي في سننه.

فحافظ على طاعة الله تعالى تجد جزاءك الحفظ والرعاية من الله تعالى، ومن الأسباب أيضاً البعد عن المواضع التي يوجد فيها هؤلاء الحاسدين قدر الاستطاعة، مع ملاحظة عدم إظهار نعم الله تعالى أمام أمثال هؤلاء دفعاً لشرورهم، واتقاءً لحسدهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وختاماً: فنسأل الله تعالى لك التوفيق والهدى والسداد، وأن يقيك شرور الخلق.

أ/ الهنداوي
المصدر : إسلام ويب
اترك بصمتك