الأربعاء، 27 فبراير 2013
8:23 ص

لمن ترددت في لبس الحجاب... نصيحة لمؤمنة تريد العفاف !!


السؤال*
السلام عليكم.

أنا طالبة طب، أريد أن أرتدي النقاب، ولكن في نفسي تردد كبير؛ لأني أخاف أن يكون النقاب مشقة عليّ في دراستي وعملي مستقبلاً، وغير هذا فوالدي وأهلي لا يشجعونني على لبسه، ولكنهم لا يعارضونه.
الإجابــة*
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لطيفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك، ونحن نشكر لك حرصك على ارتداء النقاب مع أن أهلك لا يطلبونه منك، وهذا دليل على الخير فيك، ورجاحة عقلك، ونحن نشد أزرك - أيتها الأخت الكريمة - ونشجعك على الإقدام على اتخاذ هذا القرار، وأن لا يحول بينك وبينه حائل مما قد يحاول الشيطان أن يخوفك منه.

فنحن نذكرك أولاً بأن هذا الذي أنت مُقدمة عليه من ارتداء النقاب طاعة لله تعالى وقربة تقربك من الله وحسنة من الحسنات العظيمة، وهذا من أعظم الأسباب في تحصيل السعادة في هذه الدنيا، فإن الله تعالى وعد أصحاب العمل الصالح بأن يحيوا حياة سعيدة، فقال سبحانه وتعالى: {من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}.

فإذا كنت حريصة على السعادة على وجهها الأكمل، فكوني حريصة على طاعة الله تعالى وامتثال ما أمر به، وبهذا ستصلين إلى السعادة الحقيقية التي لا تجدين معها عناء ولا مشقة.

ومسألة النقاب وتغطية الوجه قد سبقك إليها الصالحات، وعلى رأسهنَّ أمهات المؤمنين، فهنَّ خير قدوة تقتدين بهنَّ، وقد وصفت عائشة رضي الله تعالى عنها نساء المؤمنين من المهاجرين والأنصار حين نزلت آية الحجاب في سورة الأحزاب في قول الله تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدْنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ} وصفت عائشة رضي الله تعالى عنها النساء أنهنَّ أصبحن في الصباح كأنهنَّ الغربان، يعني المرأة كلها سواد، كما أن الغراب كله سواد، وهذه مبادرة منهنَّ ومسارعة إلى امتثال أمر الله تعالى، فنحن نُهيب بك ونتمنى أن تلحقي بهذا الركب الطيب الطاهر الصالح، وأن تضعي لنفسك مكانًا بين هؤلاء النسوة الصالحات، وتتشبهي بهنَّ؛ فإن التشبه بهنَّ فلاح.

الأمر الثاني أيتها الكريمة: نود أن نذكرك جيدًا بأن طاعة الله تعالى سبب لجلب الأرزاق، فإن الله عز وجل يسوق رزقه إلى الإنسان بسبب طاعته، كما أخبرنا بذلك في مواطن كثيرة في كتابه العزيز، وأخبرنا بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم، ونحن نتمنى لك كل توفيق وخير باتخاذك لهذا القرار والعمل به.

ثم الأمر الثالث أيتها الكريمة: تذكري جيدًا أن احترام الآخرين وزيادة قدرك في نفوسهم ويقينهم بعفافك وطهرك وعلو قدرك وارتفاع إيمانك، كل ذلك أيضًا ثمرة من ثمار الاحتشام والتزام النقاب والرقي في مدارج الكمال في احتجاب المرأة وحشمتها.

وأما ما تجدينه من وهم المشقة في العمل بعد ارتدائك للنقاب فإنه مجرد وهم لا حقيقة له، ونحن نظن بأنه إيحاء من الشيطان ليصدك عن هذه الطاعة العظيمة فيحاول أن يخوفك منها ومن آثارها وتبعاتها، وهو كما وصف الله سبحانه وتعالى هذا العدو اللعين في كتابه بأنه يخوّف المؤمنين دائمًا من كل عمل صالح يريدون الإقدام عليه، كما قال الله عز وجل: {إنما ذلكم الشيطان يُخوّف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} فلا تلتفتي لهذا الوهم ولا تعيريه اهتمامًا، وخير دليل يوضح لك هذه الحقيقة ويبيّن بطلان هذا الوهم أنك تجدين الآلاف بل مئات الآلاف من النساء المحتشمات المحجبات المحافظات على النقاب ويعملن في هذا المجال الذي أنتِ مُقدمة عليه دون أن يجدن في ذلك أي مشقة ولا حرج، فكوني على ثقة بأن الله سبحانه وتعالى يتولى بالعناية والتيسير عبده وأمته حينما يطيعانه، فإنه سبحانه وتعالى يجعل له من كل عسر يسرًا.

نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يأخذ بيدك إلى هذا الخير ويعينك عليه ويحببه إليك، ومن نعم الله سبحانه وتعالى أنك تعيشين في أسرة لا تمانع أن ترتدي النقاب ولا يعارضونه، فكم غيرك من الفتيات يُجاهدن ويجدن المر في إقناع الأهل، وإذا لبست المرأة النقاب عيّروها وسبُّوها وشتموها وربما آذوها بسبب ذلك، فأنت لا تزالين في خير والحمد لله، فامض فيما قررت فيه دون تردد ولا تلكؤ، نسأل الله تعالى لك الثبات على الخير، وأن ييسره لك.

الشيخ/ أحمد الفودعي
المصدر : إسلام ويب
اترك بصمتك