الجمعة، 15 فبراير 2013
12:49 م

ما هي الطرق الإسلامية الصحيحة للمعاشرة الزوجية ؟!



السؤال*
تزوجت في سن 18 وطُلقت من زوجي؛ لأنه كان يعاملني كآلة أثناء المضاجعة، ويطلب مني فعل أشياء محرمة.

وسؤالي هو: أريد معرفة المعاشرة الإسلامية الصحيحة؟
الإجابــة*
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maryam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلن تندم من فارقت من يريد أن يعاشرها بالحرام مع أن الله أباح المعاشرة الحلال، ونسأل الله أن يوفقك لطاعة الكبير المتعال، وأن يرزقك بزوج يكرمك ويعينك على طاعة صاحب العظمة والجلال، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك وشكراً لك على السؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأحوال، وأن يبارك لنا جميعاً في الأعمار والأعمال.

ولا يخفى على أمثالك أن المسلم إذا تزوج بالمرأة أبيح له أن يستمتع بها مقبلة مدبرة إذا تجنب الحيضة والدبر؛ لأن الإسلام حرم جماع الحائض في الفرج، ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتى امرأة في دبرها، وقد ثبت للناس إعجاز الشريعة وجمالها وحكمتها في تحريم هذه الممارسات، حيث ثبت طبياً خطورة جماع الحائض في الفرج على صحة الرجل والمرأة جميعاً، والقرآن واضح في ذلك، فقد قال سبحانه: { وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ......}.

كما ثبت للأطباء أضرار إتيان المرأة في دبرها، وتلك هي اللوطية الكبرى، وهي سبب للأمراض في ظهور مرض الإيدز، مع ما في تلك الممارسة القذرة من أضرار نفسية خطيرة، مع مجافاة تلك الممارسة لحكمة التشريع الذي أباح النكاح لتعمر الأرض ويكثر أهل الصلاح، وهذه الممارسة مسئولة عن الكراهية التي تظهر بين الأزواج، وتحول الحياة الزوجية إلى جحيم لا يطاق، وهذا جزاء كل من يسارع إلى تقليد أعداء الله ويخالف شريعة الله: { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.

ولا شك أن ذلك الرجل قد أساء بعدم اهتمامه بمشاعرك وعواطفك وحاجتك إلى الاستمتاع، وأساء بمحاولته ممارسة المعاشرة الحرام.

وأرجو أن تعلمي أن المعاشرة الناجحة تبدأ بالمداعبة والملاطفة، وإدخال السرور على الزوجة، فإذا تهيأت للجماع ورغبت في الوصال أعطاها الرجل حقها وحظها، وانتظرها حتى تقضي نهمتها، فإن الأثنى تحتاج إلى وقت أطول، وإذا لم يهتم الرجل بذلك فإن ذلك يسبب النفور والهروب من الفراش، وكراهية الزوج، ومن مصلحة المرأة مصارحة الزوج بحاجتها والتشاور معه في الطريقة المثلى التي تحقق المتعة الحلال للرجل وزوجته، وليت الذكور والإناث علموا أن المعاشرة لا تعني فقط تلك اللحظات المحدودة، ولكنها حب وود وسرور ومرح وقبلات وبهجة ومضاحكة وملاعبة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه: ( هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك).

ولا يخفى على الباحث الحريص هدي النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة زوجاته، وحرصه على إدخال السرور عليهن، وقد كان يبدأ بالسؤال، ويقبل أهله وهو صائم، وكان يسابق عائشة ويزاحمها على الشرب والغسل، ويضع فمه الشريف في موضع فمها من الإناء، ويعرف غضبها من رضاها، ويحتمل غيرتها وكلامها، ويقدر ضعفها وأحوالها، وردد على الأسماع حبه لها، ومات بين سحرها ونحرها،(أي في حجرها)، ونام على فخذها، وقرأ القرآن في حجرها، وردد على أسماع الدنيا خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).

ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يقدر لك الخير ويرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد. 

د. أحمد الفرجابي
المصدر : إسلام ويب
اترك بصمتك