الأحد، 30 سبتمبر 2012
2:47 م

فضيحة الفيسبوك !!!


كم من مرة شاهدنا هذه الجملة مرفقة بروابط مشبوهة ومزيفة التي تثير فضولنا بشكل دائم ، نعم هي فضيحة ولكن من نوع خاص جدا .. فضيحة تكشف الحقيقة .. حقيقة لن تستطيع ان تخفيها بمنديل

هي حقيقتنا نحن ، انا وانت وقريبك وصديقك واستاذك وابنك وكل مستخدم عبر الانترنت واخص بالذكر مستخدمي مواقع التواصل الالكتروني و المهتمين بالتعليقات عبر الصحف الالكترونية .

ربما في ايامنا الحالية من الصعب جدا خلال تواصلنا المباشر ان نميز بين الشخص الحقيقي والمزيف .. العفوي والمتصنع .. الشفاف والمنافق
ولكن بكل بساطة تستطيع ذلك من خلال الفيسبوك مثلا ..

يستطيع شخص ان يعاملك افضل معاملة ويذهلك بكلامه الساحر العسلي امامك ولكن تكتشف عبر مزايا فيسبوك مواقف مخالفة تماما للفكرة التي كونتها عنه وتهدم برج العاج الذي بنيته لهذه الشخصية التي كنت تعتبرها صديق او مثلا اعلى او اخ لم تلده لك امك .. هل هناك اجمل من هكذا فضيحة ؟

هل هناك افضل من ان تكتشف حقيقة مواقف شخص السياسية ، الثقافية ، الفكرية ، الرياضية ، او تعامله في الحياة - تصرفه وكلامه وتعابيره التي يستخدمها ، كيف يناقش وكيف يرد ويحاور
ليس ان تكتشف موقف سياسيا مثلا يخالف موقفك لا على الاطلاق القصد دائما ان تكتشف تلاعب هذا الشخص من امامك وخلفك .

احيانا تجد شخصا يخالفك في الدين او المذهب ويبين لك كم هو مع حرية الاعتقاد ومن مناصري التعددية الثقافية والدينية والعرقية ولكن بغلطة واحدة له في اعدادات الخصوصية على الفيسبوك تحين لك فرصة اكتشاف موقفه الحقيقي الذي يؤمن به ولا يقوى على ان يقوله امامك .. في السابق كان الجميع يحذر من الانترنت كون الاشخاص دائما يرتدون قناع يخفوا فيه عيوبهم وسلبياتهم ولكنني ارى العكس في ايامنا هذه .. اشاهد الناس من حولي مقنعة في الحياة اليومية في الشارع في المتجر في العمل في الدراسة ويهربون الى حقيقتهم وتفريغ افكارهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

ولاننا في تاملات دائما نركز على الجانب الايجابي .. فكم من فتى او صبية لم يجدوا الا الفيسبوك منبرا للتعبير عن اراءهم وافكارهم التي تخالدهم في اللحظة الانية
كم ساعدنا الانترنت في نشر افكارنا الصغيرة والتي حكمنا عليها بالموت قبل ان تولد حتى .

ليس من الضروري ان تكتشف شيئا سلبيا .. لا على العكس كم من مرة تفاجأنا بشخصيات ثقافية وبطروحات جريئة جدا وبافكار عبقرية ومستوى عال من الثقافة لا تظهر ذلك على الواقع الحياتي . 

بقلم أسامة شطارة 
اترك بصمتك